مقالات
الكاتب / الشيخ عامر الكفيشي
كتب الشيخ عامر الكفيشي تحت عنوان
(اثبتوا ولا تتراجعوا )
مخاطبا الاسلاميين بقوله تعالى:
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿139﴾ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿140﴾}
صدق الله العلي العظيم
بدا شيء من الانكسار النفسي على بعض المؤمنين عندما شاهدوا في هذه الانتخابات غياب بعض الوجوه الاسلامية عن مجلس النواب العراقي مقابل صعود عدة أنفار من المدنيين والشيوعيين مكانهم.
ولا يعني ذلك ان الاسلام قد انهزم في العراق لان الاسلام أقوى من ان يهزمه عدة انفار من التيار المدني، بل ستعلو راية الاسلام أكثر فأكثر بإذن الله تعالى.
فلا يهولنكم الاعلام الاميركي والغربي والاعلام العربي السبهاني الطائفي الذي أخذ يطبل ويزمر بهزيمة الاسلام السياسي وانتصار الخط العلماني العروبي في العراق.
ما المشكلة وماذا حدث؟! عندما يتسلل مجموعة صغيرة من العلمانيين والملاحدة الى مجلس النواب، فهل هذه هي نهاية العالم؟!
وهل الشعب العراقي كله ملائكة ومع الاسلام حتى نتفاجئ بهذه النتيجة؟!
اثبتوا ولا تتراجعوا؛ ما حصل ظاهرة طبيعية جداً لها أسبابها ومقدماتها في بلد تحكمه ديمقراطية فوضوية صممتها ورعتها أميركا التي ما انفكت تحارب الاسلام والمسلمين بكل ما تمتلك من قدرات.
والجميع يعلم ان هؤلاء النفر من العلمانيين لم يصعدوا الى مجلس النواب بفعل قوتهم وانما بعد ان اختبأوا تحت خيمة الاسلاميين وبتحالفهم مع تيار من الحوزة الدينية.
فالخير كل الخير بما وقع: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم}، ليتعرف العراقيون على هؤلاء النفر الجدد من الشيوعيين؛ ما هي أهدافهم وبماذا يفكرون وكيف يعملون! أعطوهم فرصة، والحياة تجارب.
من الطبيعي عندما يقصر الاسلاميون ويتكاسلون عن مسؤولياتهم وينشغلون في خلافاتهم وانقساماتهم وكيد بعضهم للآخر، ويتزاحمون على المناصب والمكاسب الدنيوية، ويهملون جماهيرهم، بالمقابل ينشط الضد النوعي لهم وتخلو أمامه الساحة مدعوما بالاعلام الأمريكي والغربي والعربي الطائفي والمال الخليجي السياسي، وحتماً سيأخذ منهم جزءاً من الساحة، وتلك هي سنة الله تعالى في الارض:
{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس}
فالله تعالى لا ينصر الكسالى ولا التنابلة ولا المتنازعين ولا الفاشلين،
{فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم}
إن ما حصل في انتخابات عام 2018 بمثابة (أحد) كما حصلت للمسلمين الأوائل بعد انتصارهم الساحق في بدر.
فهل يتعظ الاسلاميون ويعيدون النظر في حساباتهم من جديد قبل أن يستبدلهم الله بغيرهم.. يتوحدون مع بعضهم، ويتركون أنانيتهم، وينزلون من أبراجهم العاجية الى جماهيرهم المحرومة، ويتعايشون معها بمحبة وتواضع ولا يأخذهم هوس السلطة والمناصب. وحينها يكونون هم المنتصرون بعون الله تعالى، وسيهزم الجمع ويولون الدبر.
from etejah https://ift.tt/2xpPonY
0 التعليقات:
إرسال تعليق