728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 29 ديسمبر 2014

    العراق في 2014: عام داعش.. حرب ونزوح وأزمة اقتصادية

    alt

    لا توجد هناك ما يمكن ذكره من مشاهد مفرحة أو انجازات في العراق في 2014 قياسا بحجم الحرب الدامية والأزمة الإنسانية المأساوية التي كانت عنوان ومضمون ما شهدته بلاد ما بين النهرين في العام الحالي الذي شارف على الانتهاء.
    وكان العراق في مرمى هجمات دموية عبر سيارات ملغومة وقنابل وأسلحة على مدى السنوات التي أعقبت إسقاط النظام العراقي السابق في 2003 على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة.
    لكن هذا العام كان مختلفا بكل المعايير حيث فتحت الحرب الأهلية السورية الجارة الغربية للعراق الباب أمام زحف ارهابيي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على محافظات تقطنها أكثرية من السكان السنة الذين شكوا على مدى سنوات من سياسات قالوا إنها "طائفية" اتبعها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
    وكان الهجوم المباغت والسريع لداعش في حزيران الماضي على شمال وغرب البلاد وسيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي والمدن والبلدات والقرى بمثابة صدمة للداخل ودول الجوار والغرب.
    وانهار الجيش العراقي في غضون أيام معدودة حيث فر عشرات آلاف الجنود أمام بضع آلاف من متشددي داعش تاركين وراءهم أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات وهو ما عزز من قوة التنظيم الإرهابي على نحو أثار مخاوف واسعة في الغرب.
    وهذه هي أبرز التواريخ الحاضرة في عام داعش بالعراق:
    1 كانون الثاني: داعش يسيطر على مدينة الفلوجة في محافظة الانبار غرب البلاد بعد انهيار الأمن في أعقاب تفاقم الغضب الشعبي وفض احتجاجات السنة في المحافظات الشمالية والغربية.
    2 كانون الثاني: الجيش العراقي يعود إلى محافظة الانبار بأمر من رئيس الحكومة نوري المالكي بعد سحبه لايام إثر إزالة الجيش لخيام المحتجين واعتقال النائب في البرلمان عن الانبار أحمد العلواني وقتل شقيقه ومن ثم اصدار حكم الاعدام بحقه بعد إدانته بالتحريض على العنف الطائفي.
    5 كانون الثاني: في سابقة هي الاولى من نوعها محافظة ديالى يتولاها محافظان والمالكي يحسم الامر لصالح عامر المجمعي على حساب عمر الحميري الذي شغل المنصب في الدورة الماضية.
    5 حزيران: تنظيم داعش يقتحم سامراء ويسيطر على مباني حكومية ويهدد بتفجير مراقد مقدسة لدى الشيعة لكنه ينسحب خلال ساعات بعد وصول قوات التدخل السريع العراقية قادمة من ديالى.
    10 حزيران: تنظيم داعش يحتل الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، ويفتح باب سجن بادوش على أطراف المدينة أمام آلاف السجناء بينهم محكومون بالاعدام بتهم ارهابية. وقالت تقارير معنية بحقوق الانسان ان المتشددين قاموا بتصفية عشرات المعتقلين الشيعة في سجن بادوش وذلك من خلال إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة.
    12 حزيران: سقوط تكريت وبيجي بيد داعش واطلاق سراح السجناء ومناطق أخرى فضلا عن مناطق في محافظات الانبار وكركوك وديالى.
    11 و 12 حزيران: داعش يرتكب مجزرة دموية بحق نحو 1700 من طلبة الكلية العسكرية الجوية في تكريت المعروفة باسم "سبايكر" حيث قادوا الجنود إلى العراق وأطلقوا عليهم النار من مسافة قريبة وهم منبطحون على وجوههم بحسب ما تبين من صور نشرها ارهابيو داعش على مواقع مؤيدة لهم.
    أثارت المجزرة استياء واسعا لدى العراقيين وخاصة لدى ذوي الضحايا الذين احتجوا على مدى أسابيع أمام أبواب المنطقة الخضراء إلى ان تمكنوا من اقتحام إحدى البوابات والوصول الى مبنى البرلمان وطالبوا بمحاسبة القادة العسكريين المسؤولين عن المجزرة.
    15 حزيران: ارسال مقاتلين من الحشد الشعبي إلى سامراء لوقف زحف داعش على العاصمة بغداد بعد فتوى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني لمقاتلة المتشددين السنة وتوجه الحكومة نحو الاعتماد على الحشد بعد انهيار الجيش وإلقاء المالكي اللوم على قادته الذين عينهم هو بنفسه.
    22 حزيران: مقتل امية جبارة اول امراة في العراق تقاتل داعش في ناحية العلم شرق محافظة صلاح الدين وسقطت بلدتها بالكامل بيد التنظيم، فيما اختيرت كواحدة من افضل عشرات نساء عالميات ضمن لائحة اعدتها قناة العربية التلفزيونية لعام 2014.
    4 تموز: الظهور العلني لزعيم داعش أبو بكر البغدادي في خطبة لصلاة الجمعة بثتها مواقع التنظيم من الجامع النوري وسط الموصل، وذلك بعد أن نصب البغدادي نفسه خليفة على "دولة الخلافة" في الاراضي التي يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا.
    19 تموز: تهجير المسيحين من الموصل ومصادرة ممتلكاتهم ومقتنياتهم بعد أن خيرهم داعش بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية أو مواجهة حد السيف.
    3 آب: داعش اخترق دفاعات القوات الكوردية واجتاح مدينة سنجار ذات الأكثرية من الكورد الايزيديين غرب الموصل بمحافظة نينوى وارتكب مجازر بحق رجالها واختطف النساء والأطفال وفيما بعد باع مئات النسوة والفتيات في أسواق الاستعباد كسبايا. بينما علق عشرات آلاف الفارين من المدينة في جبل سنجار وقضى العشرات من الأطفال وكبار السنة عطشا وجوعا هناك.
    وفي الأيام القليلة اللاحقة تمدد داعش في مناطق سهل نينوى والتي يقطنها المسيحيون والكورد الايزيديون وهدد باجتياح إقليم كوردستان وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ قرار بشن ضربات جوية على أهداف المتشددين انحسر بعدها القوة الهجومية لداعش لصالح القوات الكوردية التي استعادت فيما بعد معظم الأراضي التي خسرتها.
    11 آب: تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة خلفا لنوري المالكي الذي رفض في بادئ الأمر التخلي عن السلطة لكنه وافق لاحقا تحت ضغوط داخلية وخارجية. ولاقت حكومة العبادي ترحيبا واسعا في داخل البلاد وخارجها.
    22 آب: مجزرة في مسجد للسنة في حوض حمرين شرقي ديالى أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في هجوم اتهم بارتكابه متشددون شيعة خلال صلاة الجمعة.
    23 تشرين الأول: القوات الكوردية والعراقية تستعيد السيطرة على بلدتي جلولاء والسعدية من داعش في ديالى بعد أيام من استعادة الجيش العراقي والحشد الشعبي لقضاء بيجي وفك الحصار عن أكبر مصفاة في البلد.
    16 كانون الأول: قوات البيشمركة الكوردية استعادت زمار وفكت الحصار عن آلاف الايزيديين العالقين في جبل سنجار بينما تتواصل المعارك في الهجوم الذي شنته القوات الكوردية لاستعادة قضاء سنجار من داعش.
    وقبل ذلك كانت القوات الكوردية قد فكت سيطرة داعش على سد الموصل كما نجحت القوات العراقية في استعادة جرف الصخر شمالي بابل.
    خارطة نفوذ داعش في نهاية ٢٠١٤
    المناطق التي تزال بيد داعش في ديالى:
    بعض المناطق في تلال حمرين وشمال المقدادية بينما استعادت البيشمركة والقوات العراقية بلدات السعدية وجلولاء وقرة تبة من المتشددين.
    المناطق التي لا تزال بيد داعش في صلاح الدين:
    الشرقاط واجزاء من بيجي وتكريت والعلم وتلال حمرين والدور واجزاء قليلة من نواحي سامراء واجزاء من نواحي بلد واجزاء من الضلوعية والدجيل بينما تسيطر قوات الجيش والحشد الشعبي على سامراء واجزاء من بيجي وبلد والدجيل فيما تسيطر البيشمركة الكوردية والحشد الشعبي على طوزخورماتو.
    المناطق التي لا تزال بيد داعش في الانبار:
    تعد الانبار بجميع مناطقها الواسعة تحت سيطرة داعش باستثناء البغدادي وعامرية الفلوجة وبلدة حديثة ومركز المحافظة الرمادي التي يسيطر المتشددون على بعض أحيائها.
    المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش في نينوى:
    يسيطر تنظيم داعش على معظم نينوى باستثناء مناطق في شمال وغرب المحافظة استعادتها البيشمركة واجزاء واسعة من تلعفر التي استعدات الحكومة العراقية جزءا من مطارها.
    الضحايا والنزوح والأزمة الانسانية
    تسبب هجوم داعش في تفاقم أعمال العنف بالعراق على نحو واسع حيث قضى الكثيرون في المعارك الدائرة بين القوات الحكومية ومتشددي داعش بينما عمد الأخير إلى ذبح وإعدام الآلاف من أفراد الأمن العراقيين والمدنيين من أبناء الأقليات وأشخاص آخرين اعتبرهم خصوما لـ"دولة الخلافة"، في حين أشارت تقارير دولية إلى ضلوع القوات العراقية بإعدام سجناء قبل الفرار أمام زحف ارهابيي داعش.
    كما تم توجيه اتهامات الى الحشد الشعبي بإعدام العديد من السنة دون محاكمات وإحراق منازلهم بعد اتهامهم بالعمل لصالح داعش.
    ولا توجد أرقام رسمية عن أعداد القتلى من العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في الحرب ضد داعش.
    ويقول مسؤولون في مستشفى الفلوجة إن 1874 شخصا قتلوا وجرح 3450 آخرون منذ مطلع العام الحالي عندما سيطر داعش عليها وحاصرتها القوات العراقية وبدأت بقصفها من الجور والبر.
    وشهد العراق إحدى أكبر موجات النزوح الداخلي هذا العام عندما ترك نحو مليوني شخص منازلهم وفروا من المعارك وأعمال العنف وبطش داعش إلى مناطق أكثر أمنا في كوردستان العراق وجنوب البلاد.
    وتركز النزوح من الانبار ونينوى وصلاح الدين بالاضافة الى ديالى وبعض من مناطق محافظة بابل والقليل ببغداد.
    واضطر مئات آلاف النازحين إلى السكن في مخيمات تفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة حتى ان بعضهم لم يجد أمامه سوى الاحتماء بهياكل البيوت قيد الانشاء.
    وكانت كوردستان الوجهة الرئيسة للنازحين حيث استقبل الإقليم نحو مليون نازح عراقي في غضون نحو ستة أشهر وهو ما فاقم أزمة كوردستان المالية.
    بغداد وأربيل
    وتشكو كوردستان من أزمة مالية منذ مطلع العام الحالي عندما تفاقم حدة التوتر بينها وبين الحكومة السابقة بقياة نوري المالكي بسبب صادرات النفط. وقطعت الحكومة الاتحادية على إثرها حصة الإقليم من ميزانية الدولة.
    لكن الجانبين توصلا هذا الشهر إلى اتفاق أولي حول النفط والميزانية وهو ما يمكن ان يعكس ايجابا على الطرفين في المرحلة المقبلة في ظل حاجة البلد لزيادة انتاج النفط بعد هبوط أسعاره.
    الأزمة المالية
    ووضع هبوط النفط لأدنى مستوى في نحو خمس سنوات عند 60 دولارا نزولا من فوق 100 دولار للبرميل الواحد في حزيران الحكومة العراقية في أزمة نقص السيولة علما ان العراق لم يقر موازنة 2014 بسبب الخلافات.
    واضطرت الحكومة لإعادة التفكير الشهر الماضي في مسودة موازنة 2015 لكنها تمكنت الثلاثاء من إقرار الموازنة بـ125 تريليون دينار بعجز قدره نحو 25 تريليونا.
    ويحتاج العراق بشدة إلى الأموال لتمويل حملته العسكرية ضد داعش وإعادة إعمار البنى التي تدميرت بسبب أعمال العنف والحروب على مدى عقود.
    ونتيجة انخفاض أسعار النفط الذي يعتمد العراق عليه لتمويل 95 في المئة من الموازنة سيضطر العراق لتقليل النفقات والتركيز على ضخ المزيد من الأموال في خدمة الحملة العسكرية.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: العراق في 2014: عام داعش.. حرب ونزوح وأزمة اقتصادية Rating: 5 Reviewed By: Manager
    Scroll to Top