في ذكرى التحرير، تحرر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من أي عبارات تجمع اللبنانيين الذين توحدوا وضحوا ودعموا المقاومة حتى وصلت الى الانتصار عام 2000.
نصرالله أطل على مناصريه من على شاشة عملاقة في ساحة عاشوراء في النبطية، خلال مهرجان ظهرت فيه عناصر للحزب بعتادهم وسلاحهم وتحت شعار: حيث يجب أن نكون سنكون.
نصرالله الذي أكد استمرار انخراطه بالقتال في سوريا، اعلن المواجهة في عرسال.
نصرالله لم يوضح ما نقل على لسانه بشأن اتهام من أسماهم شيعة السفارة الاميركية بالخيانة والعمالة والغباء.
نصرالله الذي لم ينس شكر نظام الأسد وايران، جدد تمسكه بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
تقرير ربيع شنطف
خطاب نصرالله
وفي ذكرى التحرير رأى نصرالله أن "بعض اللبنانيين كان يدافع عن كل لبنان وكل العرب، ولم يحمه ذلك من الطعن بالظهر والعمالة والخيانة، ولم يمنعه من أن يهدي نصره الى كل اللبنانيين والعرب، وخاصة الى الشعب الفلسطيني الصامد والأبي"، لافتا إلى أن "الحقائق أثبتت، أن هذا النصر كان لكل اللبنانيين، فعادت الأرض، ما عدا مزارع شبعا، وعادت كرامتهم وقوة الردع لديهم".
وأشار إلى ان "العدو أيقن أنه لا مكان له في أرضنا، وإن كانت أطماعه من خلف الحدود ما تزال قائمة"، متطرقا الى تصريح باراك حول "دفاعه عن عدم البقاء في الجنوب"، مكررا أن "النصر الذي تحقق كان للجميع، ولم يكن لفئة دون أخرى، وتعاطي المقاومة بأخلاقية رائعة مع عملاء لحد وغيره، وما قدمته من نموذج ديني وإسلامي بحق هؤلاء".
وسأل: "لو لم يكن لدى هذا البعض من اللبنانيين، هذا الفهم الخطير لذاك المشروع؟ ولو لم يكن لديهم هذه الإرادة؟ ولم لم تكن مقاومة بعد، أين كان الجنوب والبقاع والجبل وبيروت والشمال؟ وأين كانت المنطقة من حولنا؟ وأين كان سيكون جزء من اللبنانيين؟"، شاكرا الله على "هذه النعمة الإلهية التي حلت بهم، خاصة عندما ننظر في عيون الناس والثقة الكبيرة لديهم في مقاومة العدو"، مشددا على "ضرورة معرفة هذه النعمة والحفاظ عليها، لأننا بحاجتها في مواجهة الأخطار الإسرائيلية وغيرها في الأيام القادمة".
وقال: "إن هذا البعض من اللبنانيين لم ينتظر الجامعة العربية، ولا الأمم المتحدة ولا أميركا ولا الغرب، بل اعتمد على رجاله وشعبه وحلفائه، وانطلقوا منذ اليوم السير معا في مقاومة العدو".
وقارن بين تلك المرحلة وما يجري اليوم قائلا: "التاريخ سيعيد نفسه، والمشروع التكفيري المتوحش، الذي يتهدد المنطقة وأهلها نراه الآن. ولو أننا تحدثنا قبل سنوات عن هذا المشروع التكفيري، لقالوا لنا أنتم تحاسبون على النوايا، ولكن لندع ذلك جانبا، ونرى الوقائع في سوريا والعراق واليمن والبحرين".
وقال: "نحن لا نناقش في النوايا، لأن على الأرض هناك داعش تقتل وتذبح وتسجن، وتعبر عن وحشية ضد كل ما هوا إنساني وحضاري، إن داعش اليوم ليست مجموعة في زاوية من زوايا العالم، بل تمتد من سوريا على مساحة واسعة في سوريا والعراق، وفي سيناء وعلى حدود فلسطين المحتلة وفي اليمن وليبيا ونيجيريا وأفغانستان، وبالأمس عبرت عن وجودها الميداني في القطيف في السعودية".
وسأل نصرالله عما "يجب عليه أن يفعله أبناء المنطقة"، مشددا على ضرورة "فهم اخطار المشروع التكفيري"، واسفا على من "يؤيد ويساند ويراهن، المشروع التكفيري، والذين يرون في هذا المشروع صديقا وحليفا".
وقال: "نحن اليوم امام خطر جدي، ونحن امام نوع من الخطر لا مثيل له في التاريخ، انه خطر يستهدف الوجودات البشرية الاخرى، فهذا العراق مجددا، ماذا فعلت داعش بأهل السنة فيه وبالوطنيين والعشائر الذين رفضوا مبايعة خليفتها المزعوم؟ وماذا فعلت بالشيعة والمسيحيين والازيديين والعرب والكرد غير المجازر في ظل ذبح ما يزال قائما؟، في سوريا ايضا ذبحوا من كل الطوائف، واخرها المذبحة في تدمر اليوم، اضافة الى صراعاتهم ضد بعض، لان لديهم من قلة الدين وقلة العقل ما يجعلهم يتقاتلون ويذبحون بعضهم البعض".
وإذ أكد أننا "نحن اليوم امام مشروع وامام خطر لا يحتمل وجود الاخرين"، وصف هذا المشروع ب"انه تكفيري وقاتل، ولن يسلم منه سوى الذي يبايعهم، وبناء على هذا التشخيص، وكل هذه الوقائع، نرى من يدافع عن هذا المشروع"، داعيال الجميع الى "التحسس الجدي لهذا الخطر، لانه خطر على كل الطوائف، وليس على نظام في سوريا، او حكومة في بلد"، معلنا انه "لا يجب على احد ان يدس راسه في التراب".
وأسف ممن "يرى انه بمساندته داعش، يمكن ان تعفي عنه، لانها فعلت العكس في العراق بحق الذين قاتلوا معها، فمن يتصور في لبنان والمنطقة، انه بدعمه ومديحه لهذا المشروع التكفيري، يمكنه ان يحمي نفسه"، ناصحا "المراهنين والساكتين ان يراجعوا حساباتهم، لانهم سيكونون اول ضحايا داعش والنصرة في لبنان، خاصة تيار المستقبل ونوابه وقادته، والكل سيكون ضحايا داعش والنصرة، وانا لا اريد ان اخيف الناس".
وتوجه الى المسيحيين بالسؤال: "هل من يؤيد ويسكت عن المشروع التكفيري سيسلم من الذبح؟ ومثلهم العلويين والاسماعيليين والازيديين وغيرهم؟ من لديه ضمانة وهل لهؤلاء دين وعقل؟.
وشدد على "عدم القعود والانتظار وضرورة البحث عن وسائل للمواجهة"، داعيا الباحثين عن مشروع اميركا في المنطقة الى "النظر الى العراق، وما حصل فيه، واحتلال داعش لاقسام منه، في ظل عدم فعالية ما قامت به قوات التحالف ضد هؤلاء"، سائلا "هل طردوا داعش او كسروها؟ مشيرا إلى أن "داعش تتنقل بجحافلها ودباباتها من محافظة الى اخرى ومن العراق الى سوريا وبالعكس تحت عين اميركا، لذا فمن يراهن على اميركا فانه لن ترجع الرمادي او الموصل".
ورأى ان "العراقيين الذين لم ينتظروا الاميركيين، استطاعوا بحشدهم الشعبي ومرجعياتهم الدينية، ان يستعيدوا مناطق، وان يقفوا ضدا هذا التمزق"، موجها سؤاله إلى "من ينتظر الجامعة العربية، ويرى في عاصفة الحزم انها ستحميه، من يدعم هؤلاء في عاصفة الحزم الذين يهللون لداعش، ويقدمون لها المال ويشترون منها النفط؟"، مؤكدا ان "الخيار الحقيقي اهو ان يعمل العراقيون والسوريون واللبنانيون على شحذ هممهم وأن يتكاتفوا ويبحثوا مع اصدقائهم، وفي مقدمتهم ايران، لمواجهة هذا المشروع الظلامي التكفيري، لانهم ليسوا اقوى من اسرائيل".
ودعا الى "الخروج من هذه المرحلة، بالاعتماد على قوانا الوطنية والمقاومة، لان المعركة معركة وجود في سوريا والعراق ولبنان، ولانه في معارك الوجود تتأجل المصالح الاخرى".
0 التعليقات:
إرسال تعليق