الملكة هالة تفتح نوافذ الجمال
دعاء النعيمي
في العصور السابقة، وبالتحديد في عصر النهضة الأوروبية، كان الفنانون والمعماريون المشهورون يستخدمون معادلة تعرف بـ"النسبة الذهبية" لرسم روائعهم الفنية. وبعد مرور آلاف السنين، أقرَّ العلماء هذه المعادلة الرياضية للمساعدة في فهم لماذا يعدُّ بعض الأشخاص متميزين بالجمال ولا يُعتد بمن تخالف مواصفاتهم للمعادلة الرياضية.
وفي العصور الحديثة، قام د. ستيفن هويفلين، أحد أشهر الأطباء المتخصصين في الجراحة التجميلية في لوس أنجلوس، بوضع دراسة يوضح فيها أن الوجوه الجميلة تتشكل "بزوايا وملامح رئيسية"، تصف العناصر الأساسية للوجه، وكيف يمكن أن تجتمع تلك النسب لتحديد "مؤشر الجمال"، وقد اتضح أن الأفراد الذين يُعتقد بأنهم يمتلكون المقاييس والنسب "المثالية" وتتضمن أن يكونوا أذكياء، ويتمتعون بالوسامة والسحر والطيبة وأي عدد من الصفات ذات القيمة الاجتماعية الكبيرة. وفي مجتمع يشهد قدراً كبيراً من التنافسية، فليس من المدهش أن نكافح للوصول إلى أقصى ما يمنحه الجمال. علاوة على ذلك، ففي الكثير من الحالات، ينسب البشر الصفات الإيجابية، مثل الذكاء والأمانة إلى أشخاص يتميزون بجاذبية جسدية بدون إدراك ذلك بشكل واعٍ.
نظمت أول مسابقة رسمية لملكة جمال العرب بولاية أريزونا في الولايات المتحدة الامريكية في العام 2010، وقام بتنظيمها رجل الأعمال المصري أشرف الجمل، والتي وصفت كونها ذات طابع ثقافي يبتعد كثيراً عن تقاليد مسابقات ملكة جمال العالم المعروفة، حيث لم تتضمن مسابقة ملكة جمال العرب أي مقايس موضوعة مسبقا لجمال الجسد أو مواصفاته، وكذلك لم يكن بها عرضا خاصاً لملابس الاستحمام، وإنما تميزت بالتركيز على الثقافة العامة والشخصية واللباقة وحسن المظهر. وتقام المسابقة سنويا خلال شهر أكتوبر من كل عام.
" ملكة جمال بغداد " كرنفال سنوي يقيمه نادي الصيد العراقي، يتم فيه أختيار ملكة تُتوج على أساس حُسن المظهر واللباقة والثقافة والذكاء وسرعة البديهية ويُقيّمنَ على أساس أسئلة تطرح على المتسابقات من قبل لجنة التحكيم وقد تم الاقرار بالاجماع على أختيار هالة سلام البالغة من العمر 22 عاماً لتتوج ملكة جمال بغداد لعام 2014.
لمن لا يعرف هالة سلام عباس فهي فتاة بسيطة جميلة ومثقفة وواعية وتتمتع بشخصية قوية، من مواليد 1992 طالبة في كلية المأمون الجامعة قسم القانون المرحلة الثالثة وهي مهتمة بالشعر والرواية ولديها تجارب بالقصه وناشطة في مجال المجتمع المدني وحرية التعبير وحقوق الطفل .
ما يصدم حقاً؛ رؤيتنا لردود الفعل السلبية تجاه هذه الفتاة، وأنا أقرأ التعليقات على مواقع التواصل الأجتماعي وخصوصاً على الفيس بوك في بادئ الأمر ظننت أن الأمر سينتهي بتعليقات تنم عن عدم رضا، لكن صراحة فوجئت وأنا أرى أن البعض يقوم بالسب والشتم والسخرية وتناقل صور مركبة وأساليب لا تمت للتحضر والتمدن بأي صلة.
إن تناقل صور نساء محترمات وكتابة ألفاظ غير لائقة أمر غير مقبول إطلاقاً، أن مثل هذا الأمر يمسني ويمسُّ كل أمرأة، لذا أخاطب كل أمرأة أن تتذكر أنها تسئ الى نفسها قبل أن تسئ لأحد , أخاطب كل رجل أن يتخيل فكرة أن تكون هالة هي أحد أفراد أسرته فهل سيقبل أن تتعرض لكل هذا السباب والشتم؟!
تقول الشاعرة سلامة الصالحي وهي والدة هالة كانت هالة تجمع التواقيع لتطوير قانون حرية التعبير، وهي إنسانة عملية تجدها دائما بملابس بسيطة و" حذاء فلات " مهمومة بالعراق كأنه كل ما لديها، ولم تكترث لما تهتم به بنات جنسها من متابعة الموضة… رآها احد الاصدقاء وكنت معها، دعانا لنادي الصيد لمسابقة مسابقة ملكة جمال بغداد، كانت هالة على عجل ودون اي اهتمام، ارتدت ثوباً بسيطاً، ووضعت رتوشا من الماكياج، فيما سرّحت أختها شعرها، وتضيف الصالحي؛ لم نكن اعضاء بنادي الصيد، ﻻن ذلك يتطلب مبالغ كبيرة، ولم تكن هناك سوى اجوبتها وسرعة بديهيتها وكارزمتها، وتردف والدة هالة؛ انا ﻻ اقول هذا ﻻنها ابنتي، بل كنت اسمع أراء الناس من حولي دون ان يعرفوا اني والدتها، حيث كان المكان مزدحما جدا ولم نكن متهيئين للاشتراك ولكن ابنتي هالة تستحق الفوز بلقب الملكة.
ولقد صدقت السيدة الصالحي كون هالة فضلاً عن ما ذكرت عنها من ميزات فهي جميلة روحاً وجسداً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق