«لا تصالح! ولو منحوك الذهب .. أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى»، هكذا عبر الشاعر أمل دنقل عن فكرة التسامح مع الظلم والدم، معبراً عن لسان حال الشعوب بعد ثوراتها ضد حكامها، احتراماً لقيمة العدالة، وتأكيداً على مبدأ القصاص. وقد شهد القرن الماضي، تبعتها محاكمات تأسست علي هذا المبدأ.
ونرصد لكم في هذا التقرير أهم المحاكمات التي يمكن وصفها بـ«محاكمة القرن» رغم وقوعها في أزمنة وأماكن مختلفة.
5. سلوبودان ميلوسوفيتش
في سابقة هي الأولى من نوعها، دخل رئيس صربيا ويوغوسلافيا السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، قفص الاتهام الزجاجي المضاد للرصاص، ليحاكم في جرائم حرب ارتكبها أثناء حكمه أمام المحكمة الجنائية الدولية.
كان ميلوسوفيتش المولود في عام 1941 تولي رئاسة جمهورية صربيا في الفترة من 1989 إلى 1997، ثم تولى رئاسة يوغوسلافيا من 1997 وحتى عام 2000، بعد أن نشأ في بلدة بوزاريفاتش القريبة من العاصمة بلجراد، وانضم للحزب الشيوعي عام 1959 وتدرج داخله حتي وصل إلى أعلى منصب تنفيذي في الدولة.
وضمت لائحة الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الصربي السابق، المشاركة في واقعة جنائية مشتركة استهدفت الإجلاء القسري والدائم لغير الصرب من جمهورية البوسنة والهرسك، إضافة إلى قتل آلاف المسلمين والكروات من سكان البوسنة، وسجن آخرين في أكثر من 50 منشأة اعتقال في أحوال غير إنسانية، ونقل آخرين قسرا من ديارهم. وأيضًا دوره في النزاعات بكوسوفا وكرواتيا. وفي 11 مارس 2006، عُثر على «ميلوسوفيتش» ميتًا في معتقله في لاهاي الهولندية، مقر محكمة العدل الدولية.
4. نيكولاي تشاوشيسكو
بعد 15 عامًا من حكمه، خرج الشعب الروماني عام 1989 في مظاهرات عارمة ضد الديكتاتور «تشاوشيسكو»، الذي ما لبث أن لاذ بالفرار خوفًا من المتظاهرين.
وتولى نيكولاي تشاوشيسكو، الرئاسة في رومانيا عام 1974 وحكمها بالحديد والنار، وكان مصابًا بجنون العظمة فكان يلقب نفسه بـ«القائد العظيم» و«المُلهم»، حتى قامت ثورة ضده في 1989، ليلوذ هو وزوجته بالفرار، إلى أن تم القبض عليه وأقيمت له محاكمة ثورية في ساعتين فقط في 25 ديسمبر 1989 وأعدم رميًا بالرصاص أمام الكاميرات، التي بثت عملية الإعدام مباشرة حتى يصدّق الناس أن هذا الطاغية قد مات.
3. بيار لافال
في الرابع من أكتوبر من عام 1945، بدأت محاكمة بيار لافال، رئيس وزراء فرنسا في حكومة الماريشال بيتان الذي يرى فيه معظم الناس المسؤول الأول عن معاناة الشعب الفرنسي في الفترة ما بين عامي 1940 – 1944 وهي الفترة التي كانت فيها فرنسا محتلة من قبل المانيا النازية.
كان «لافال» يجلس في زنزانته الصغيرة بالسجن وقد تحول إلى جسد فارغ من الروح لا يقدر على الحركة إطلاقا لحظة دخول السجان وبعض محاميه ليرافقوه إلى حتفه الأخير، ما دفع أحدهم لأن يخاطبه: «هيا يا سيدي، تشجع، من أجلك ومن أجل وطنك ومحاميك. تشجع من أجل التاريخ»، حينها فقط التفت ببطء وأفلت زجاجة صغيرة فارغة كان يمسكها بيده، قبل أن تسقط من يده الأخرى قصاصة ورقية كتب فيها: «أرفض أن أموت برصاصات فرنسية، لا أريد أن يشترك جنود فرنسيون في قتل القانون، لقد اخترت موتي بسم الرومان، هذا السم الذي سبق وخبأته في طيات ثيابي».
لكن السم لم يتمكن من الجنرال الفرنسي، إذ تمكن الأطباء من إبطال مفعوله، ليستجمع قواه بعد ساعتين ويتقدم لتنفيذ الحكم، لكن عندما طلبوا منه أن يجلس، رفض، وأبى أن يموت جالسًا، ثم ردد «تحيا فرنسا» مع صوت طلقات الرصاصات التي اخترقت صدره.
2. صدام حسين
في 18 يوليو 2005 تم توجيه الاتهام رسمياً إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لمسؤوليته عن عملية «إبادة جماعية» لأهالي بلدة الدجيل في عام 1982.
وفي 5 نوفمبر 2006 اصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا قرارها القاضي بالإعدام شنقا على صدام حسين، و في الساعة الخامسة وخمسة واربعين دقيقة من فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006 الموافق لأول أيام عيد الأضحي لعام 1427 هجرية، تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا على الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبُثت مقاطع مسربة من عملية الإعدام على العديد من القنوات الفضائية.
1. محمد حسني مُبارك
حسني مبارك أول رئيس مصري تخلعه ثورة شعبية في التاريخ الحديث، في 11 فبراير 2011، واجه اتهامات تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد المالي فيما عرف بـ«قضية القرن»، وبدأت محاكمته في الثالث من أغسطس عام 2011، وعلى مدار ثلاثة سنوات بين أحكام أول درجة وإعادة محاكمات، إلى أن وصلت نهايتها في 29 نوفمبر 2014.
وقضت محكمة جنايات شمال القاهرة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالنسبة للتهمة الموجهة اليه بقتل متظاهري 25 يناير بعدم جواز نظر الدعوى. كما قضت محكمة ببراءته في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل.
وفي قضية «فيلات شرم الشيخ» قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه علاء وجمال الذين اتهموا بتلقي هدايا من حسين سالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق