لا تحزن يامهند فانتم فخرنا الحقيقي
علي نوري
وضعت بطولة خليجي 22 التي اقيمت في العاصمة السعودية الرياض اوزارها... بطولة حملت المأسي والالام للكرة العراقية بعد ان فقدنا (هيبتنا) فيها حيث النتائج المخيبة لمنتخبنا الوطني الذي ودع المنافسات وهو في متذيل مجموعته وفي المركز الاخير للمنتخبات المشاركة في البطولة .
مع كل تلك الاحزان التي اعتصرت قلوبنا يظهر شاب عراقي ومعه زملائه يتقدموا نحو منصة التتويج لنهائي البطولة الذي جرى بين السعودية وقطر ، ليؤكد ان العراق موجود حتى وان تغيب منتخبنا الوطني عن النهائي فهناك ابنائه يتواجدون وان اختلفت مسمياتهم وصفاتهم .
فخرنا انتم يامن حفظتم ماء وجه الكرة العراقية في المحفل الخليجي المهم ... مهند قاسم ونجاح رحم ومؤيد محمد علي نرفع لكم القبعة وننحني احتراما وتقديرا لكم بعد ان اثبتم ان العراق لايمكن ان يغيب ، ولا يمكن للانسان العراقي ان يهمش باي طريقة كانت ، فكنتم خيرا سفراء لبلدكم فطوبى لكم هذا الابداع والتميز .
واذا كان المنتخب القطري قد توج بطلاً باللقب ، فقد توجتم انتم باعلى مراتب الفخر ، فقد صدحت حناجر معلقي المباراة النهائية باسمائكم ، ورددوا اسم العراق عاليا ، فكنتم مثال خيرا يحتذى به ولا يمكن ان تمر ليلة النهائي مرور الكرام دون ان تلفتوا الانتباه وتحصلوا على كلمات المديح والثناء .
مهند ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 33 عاماً كان يعشق التحكيم منذ صغره ، بدايته كانت مع الصافرة كحكم درجة ثالثة عام 1999 ، ثم انخرط في دورة تحكيمية نظمها اتحاد الكرة عام 2001 ليتم ترقيته الى حكم درجة ثانية ، ومن ثم الى حكم درجة اولى وصولا الى الدرجة الممتازة وحصوله الى الشارة الدولية.
ظهر مهند في نهائي الرياض عادلاً مقتدراً ، حاملا من الخصال الرفيعة الشيء الكثير ، فادار النهائي بقبضة من حديد ، وفرض صافرته على الجميع ، ولم يهاب اصوات 60 الف متفرج احتشدت بهم مدرجات استاد الملك فهد الدولي ، فلم ترعبه الضغوطات ، ولم يبالي لكل الاصوات التي تعالت في دقائقها الاخيرة عندما اجاد بعدم احتساب ضربة جزاء غير صحيحة للبلد المضيف ، في وقت ان اكبر الحكام العالميين من الممكن ان تهتز ثقتهم بانفسهم ويحتسبوا مثل هذه الحالة حتى وان كانت غير صحيحة !!!
قضاتنا وبشهادة كل المتابعين واوساط البطولة قدموا فصول مميزة واعطوا دروساً مجانية للحكام الاجانب الذين اثير اللغط عليهم كثيرا ، واثبتوا بما لا يقبل الشك ان الحكم العراقي لا يقل شأنا عن بقية الحكام العرب والاجانب ، وربما يفوق عليهم في النزاهة والعدالة ، فهي رسالة الى الاتحادين الدولي والاسيوي مفادها ان الحكم العراقي لابد ان يأخذ فرصته اسيويا وعالميا .
قدمت يا مهند انت وزملائك دروساً بليغة ، في حين يشهر عليكم البعض في الداخل سيوف النقد والتشكيك ، وربما لا يعرف الكثيرون ان الحكم العراقي لاتتوفر له ادنى المستلزمات ، فلا وجود لدورات تطويرية او محاضرات او مشاركات خارجية كثيرة ، ويتقاضى (ابخس الاثمان) لكنه يؤدي واجبة بكل اخلاص وتفاني.
تصوروا كيف استقبلنا ابطالنا ... انه الاستقبال الدراماتيكي اذ ان ما سمعته من مهند بعد عودته امراً يندى له الجبين ، حيث لم يكون هناك احدا في استقباله فلا ممثل عن وزارة الشباب والرياضة ولا اللجنة الاولمبية ولا اتحاد الكرة ، ولا لجنة الحكام ، وانما كان هناك احد سواق (التكسي) ينتظره امام بوابة المطار ليقله الى منزله ... فهل هذا هو التقييم يا مسؤولينا !!!
سر يامهند ولا تحزن فكلنا معك ومع زملائك نجاح رحم ومؤيد محمد علي ... سنفق معكم بعد ان رفعتم سمعة بلدكم عاليا ، سنكون خلفكم ندعمكم بكل وسائل الدعم ، ومن الواجب علينا ان نثني على مجهوداتكم بعد ان اثبتم للعالم اجمع معدن الانسان العراقي الذي يقفز على الجراحات رغم كل الاهات والصعوبات اليومية التي تمر عليه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق