الجزء الثالث
بعنوان / الحب فوق كل الشبهات
زينب المشاط
بينما كان المطر يزاحم اجزاءها بعنف سطوتهِ برائحة الارض الممتزجه بقطرات المطر تصطحبها الذاكره لأول موعد لهفه وأول ثوبٍ كان جاهزاً لأستقبال العشق الخجل الاول , الدقةُ الاولى... وأول نظرةٍ تشي بالعشاق كان ينتظرها حاملاً إعترافاتهِ على كتفيه بِطلّتهِ , شيءٌ فيه كان يُشبهُ الوطن كأن تكون عينيه الدافأتين , رجولتهُ المهيبه , صمتهُ الحاضر أو قسوتهُ المدفونه تحت حطام الوقت... بين خجلٍ يفضحهُ العشق تمشي نحوه بخطى متباطئه تسبقها إليه حروف ( ا ل ح ب) ... تتعثر بكلماتٍ ممتزجة من ( أ ل ش و ق) و (ا ل خ ج ل) تصلُ عنده ليحتضنها الشوق بين ذراعيه ... كذلك هو العشق وهمٌ على وشك الزوال ... بين عينيه وخجلها , على الحان المطر يرقصُ العشق فيكتبُ كلماتٍ لا حروف لها هنالك مشاعر اعمقُ من الحروف , أعظم من الابجديه , حتى إنها سرعان ما تتعثر بالنقاط إن فكرنا يوماً في كتابتها , لذلك حين يثور العشقُ صدقاً في قلوب العاشقين تراهم يكررون كلمات ( الحب ) مراراً وتكراراً دون أن تطفأ تلك النار ودون أن يكف دخان اشتعالهم عن خنقهم. ثرثارةٌ عاشقه تكلمهُ عن كل شيء ترسم من الصخور حدائق تنزلُ غيمة من السماء لتحملهما حيث يشائون كل شيءٍ معها كان ينطُق , الاثوابُ تتهامس حين يلامسها , الشمس تنحني لعشقهما , إمرأةً تلازم الربيع فصلاً يَسكُنها رجلٌ يلاعبُ الموت مساءهُ شتويٌ موحش ... في كل لحظة عشقٍ هاربه يتخللها الشوق كان هنالك إعترافٌ يؤلمهُ - هنالك ما أوّدُ إخباركِ به .... بهدوءٍ هستيريّ كان يخبرها... كانت كلماتهُ موجعه , وكأنها امامهُ أخطأت قطار الوطن , لتنزل محطةً اخرى وطنٌ أخر , إعتادته , سكنها قبل أن تسكنه امتزجت بدمهِ لتكتشف بعدها إنها لاتنتمي إليه , فكيف يكون الخلاص ؟ العشقُ مجنون يمكن لهُ أن يُخيلَ لك طوق النجاة الكاذب وسط الطوفان فتغرق وأنت متوهم السباحه نحو برِّ أمانٍ. هذا كان قرار الحب ولم يكُن قرارها , لايعنيها شيءٌ من ماضيه إن كان الجلاد او الضحيه , هي الان معهُ لاترى سوى نبيٌّ ببدلةٍ عسكريه , الوهم هو مهمةُ الثياب ... وهي لايهمها بدلتهُ بصرامتها بقدر ما يهمها ما تخبيء تحتها... بإستسلامِ عشقٍ ونفي اعتراف تُعلنُ امام محكمة مشاعرها عن برائتهِ , وكيف لا وهي العاشق والقاضي , الضحيه ومحامي الدفاع أمام اتهامهُ لم تكن قادره إلا عن إعلان برائة الحب ... فالحب وطن والوطن فوق كل الشبهات. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (أحيانا لايمكن ذِكر بعض الاعترافات لقُدسية الذاكره)
0 التعليقات:
إرسال تعليق