الجزء الثاني من قصة ذكريات عمر
بعنوان/ عن ظهرِ حُب
زينب المشاط
تصمتُ الكلمات
وتجلس القرفصاء جنبَ حروفها المتناثره على الارض
بمتعةٍ تتلوع مُرافقةً امسها الراحل
تحتضنهُ برقصةٍ محمومة
بنسرٍ وبعض النجمات
على كتف بدلة عسكريه
تبدأحكايتهما...
كان جالساً على بُعدٍ من اهتمامها
أما هي فكانت ضجيج صمتهِ , الحانه المكبوته , قيثارة بهيئة امرأه
تجذبهُ كلماتٌ لم تكتبها بعد...
وبين اتفاق اضداده و فوضى اندادها , كانا يقفان....
يحاولُ أن يوصل بينهما الجسور
لتقطعها بجليد محتمل اليقين
- لا (ببرود الجحيم كانت تُجيبه)
لتنشر سيطرة من الحروف قاطعة الطريق , كأسلاكٍ شائكه او حواجزِ كونكريت
كجميع النساء في هذا البلد لم يعتدنَّ على تقبيل تراب الوطن لاقدامهُنَّ بل كانت اقدامهُ تدعسُ كرامتهنَّ , لذلك إعتدنَّ وأدِ عشقهُنّ منذُ مولده , وكثيراً ما شوهدت حالاتُ إجهاضٍ لحروف الحب ...
أما هي فأجهضت العشق بكل صوره سواء كان رجلاً يسكنهُ وطن ام وطن يُجسدُ رجل ..
تلوّحُ الشمس لها من بعيد مستيقضة على عطرٍ عرفته , وكأن اطراف شوقهِ تطبعُ على جسدها , وكأن اشياءهُ مرت على مقربةٍ منها .
تدخل مذعورةً الى عتمتها كمن يبحث عن شيءٍ مفقود , مازال كل شيءٍ يغفو مرأتها , السرير , الاضواء..
تستمعُ لصوت ضجيجٍ في خزانتها , معطفهُ يضجُ صمتاً بصرخةٍ خرساء , تأخذهُ نحوها كأنها ترافقُ عشقاً .
يتربصُ بها الدروب
- لم أكن جزءاً من تعاسة القدر , انا هنا فقط لرسم ليلة عشقٍ في سماء عينيكِ , لكتابة كلماتٍ غفت بين اناملكِ والقلم وانا من سيكتبها عند محراب شفتيكِ.
بكلماتٍ قاطعه يُهديها ارقاماً تلتفُ بالكفن , لتصبحَ وطنها ومنفاها تأريخها وغدٌ لا يحملُ سوى حروف اسمه الموجعه...
بسرعةِ موت يتربص بجسد رجل يشبه الوطن وبأمرٍ عسكري لرجل لم يعتد اسلوب الحوار بل كانت الاوامر العسكريه هي لغته ...
ولسببٍ لا تعرفه أو ترفض الاعتراف به حفطت ارقامهُ عن ظهر حب , مشرعةً له الباب , جالسةً عند كف الوطن , ليحملها حيث يشاء بأستسلامٍ يستعمرهُ العشق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق